اندريك ينسف احلام لامين يامال

من أسوأ الممارسات الصحفية في العالم، ومن أكثر الأساليب إثارة للإحباط، هو عندما يقوم صحفي ذو خبرة طويلة في المجال الرياضي بالتركيز على أرقام لاعب معين خلال فترة زمنية محددة، ليصل في النهاية إلى استنتاج مبهر: “هذا اللاعب هو الأسطورة القادمة.”

الواقع أن منح لقب الأفضل لأي لاعب، دون التطرق إلى جوانب أخرى، ليس سوى حوار عقيم وأسلوب سلبي يزيد من توتر الجماهير ويثير الجدل دون فائدة.

على سبيل المثال، بعد تسجيل أندريك هدفًا لريال مدريد في مباراته الأخيرة، بدأ البعض بمقارنته مع لامين يامال من برشلونة، الذي لعب 10 مباريات بمجموع 900 دقيقة دون أن يسجل أي هدف، في حين أن أندريك احتاج لـ 10 دقائق فقط لتسجيل هدف. مثل هذه المقارنات السطحية تحوّل النقاش إلى منافسات غير منطقية.

اندريك ينسف احلام لامين يامال
اندريك ينسف احلام لامين يامال

المؤسف في هذا السياق هو إغفال حقيقة أن كل لاعب مختلف عن الآخر تمامًا، سواء من الناحية الفنية أو العقلية أو الثقافية أو المهارية أو التهديفية. تجاهل هذه الفروقات لأجل تسجيل موقف أو تأكيد فكرة ما، هو إساءة لفهم الرياضة.

في النهاية، لامين يامال لاعب واعد في بداية مشواره مع نادي برشلونة، قد ينجح أو يفشل، وكذلك الحال مع أندريك. يجب أن نتعلم من الماضي؛ على سبيل المثال، برشلونة قدّم أنسو فاتي على أنه وريث عرش ميسي، فأين هو الآن؟ نفس السيناريو تكرر مع ريال مدريد عند التعاقد مع روبينيو، الذي كان وقتها نجمًا حديث الساعة، فأين هو الآن؟

التسرع في الحكم على اللاعبين هو مجرد نكسة فكرية، يجب علينا الابتعاد عنها.

أضف تعليق